كيف تتعامل مع الخوف الذي ينتابك في حياتك بشكل مرضي
نعلم جميعنا قصة البطل الخيالي الأسطوري باتمان، الذي يقف دائما بجانب العدالة ويحمي الضعفاء ويسعي للكمال. ولكن هل نتذكر السبب وراء وجود هذا الباتمان؟ لقد أراد أن يواجه خوفه من الخفافيش عن طريق تحويل نقطة الضعف لديه والخوف إلي نقاط قوة. دائما وأبدا يواجه الناس الخوف حتى الناجحين منهم والشجعان لابد وأن يصابوا بالخوف. هل أنت تخاف من شيء ملموس مثل العناكب أو المرتفعات الشاهقة؟ أو ربما تخاف من الفشل أو التغيير؟ مهما كان الشيء الذي تخاف منه ومهما كانت كينونته يمكنك التحكم في هذه المخاوف لمنع أي شيء من أن يرجعك خطوات للخلف في حياتك.
اعرف الخوف عندما يتمكن منك:
أمر طبيعي أن تكون لديك مخاوف، ربما انتابك الخوف أثناء ركوب دراجتك للمرة الأولي، أو عندما قمت بالالتحاق بوظيفة جديدة. ولكن عندما يبدأ الخوف في احتلال حياتك وجعلك تفقد التوازن في أداء مهماتك الأساسية، تصبح حينها المخاوف مشكلة. يؤثر القلق الناتج من الخوف في قدرتك على الأداء والإنتاج ويمكنك بنفسك أن ترى آثار القلق والانفعال. يمكنك بسهولة اكتشاف أن لديك مشكلة حقيقية بسبب الخوف إذا كانت هناك الأعراض الآتية:
- أن يسبب الخوف الذعر الدائم والقلق لك.
- أن يكون خوفك يكون بلا سبب منطقي.
- أن تلاحظ نفسك تتجنب بعض الأماكن أو المواقف.
- أن تجنب الخوف ذاته يسبب القلق ويؤثر على ادائك ونشاطك في حياتك.
- أن يظل الخوف لمدة 6 أشهر او أكثر.
فهم اعراض الخوف:
غالبا يتم تفسير الخوف عليى إنه فوبيا والتي تشمل مواقف مثل الخوف من التحدث أمام العامة والخوف من الحيوانات أو من الدم أو من الحقن مثلاً. عندما تصاب بالخوف سوف تلاحظ ردود أفعال نفسية وعقلية وانفعالية تشمل الاتي:
- سرعة ضربات القلب
- الصعوبة في التنفس
- الشعور بالدوار
- التعرق الزائد
- القلق الزائد والذعر
- الحاجة في الهروب من الموقف
إدراك أن الخوف هو أمر طبيعي في معظم الأوقات:
الخوف هي صفة يمكن التكيف معها لأنها تستمر مدي الحياة، هل يمكنك الصعود إلى حافة المنحدر ثم تشعر بعد ذلك بشكل فجائي بالخوف؟ هنا الخوف يعتبر صفة طبيعية تكيفية تقوم بتوجيه رسالة اليك تشمل أن هذا الامر قد يبدو خطيراً ويكلفك حياتك فعليك الحذر. الخوف من الدخول في معركة أو مشاجرات بالعنف اليدوي، هذا الخوف الذي يقوم بإعداد أجسادنا لاتخاذ اللازم لحماية أنفسنا. لذلك عليك أن تعلم أن الخوف له جانب جيد بالإضافة إلى الجانب المظلم منه.
التعامل مع الخوف:
من السهل إنكار أو تجاهل الخوف حتي مع نفسك، ولكن من الأفضل مواجهة هذا الخوف وعدم إنكاره.
- قم بكتابة خوفك: في بعض الأحيان يكون خوفك واضح وصريح ويمكن التعرف عليه بسهولة، فيمكنك أن تترك مخاوفك تظهر لك لكي تقوم بتدوينها سواء كانت هذه المخاوف ملموسة أو معنوية.
- لا تحكم على مخاوفك: فقط قم بالتعرف عليها دون تصنيفها إلى مخاوف جيدة او سيئة.
- قم بفهم ما الذي يحفز الخوف لديك ويطلقه: هل هو شيء واضح مثل الثعبان؟ هل هو مجرد المرور بجانب مكتب رئيسك في العمل؟
- اعرف قوتك التي تغلب عليها الخوف: هل يجعلك خوفك مقيما في سريرك بدلا من النهوض منه والذهاب إلى المدرسة مثلا التي تخشي الذهاب اليها أساساً؟ هل تتجنب زيارة بعض أقاربك لسبب انك سوف تضطر الي ركوب الطائرة التي تخشاها من الأساس؟
- يمكنك تخيل النتيجة التي ترغب بها: يمكن الآن التفكير فيما تريد أن تقوم بتغييره في هذا الشأن. فمثلاً هل هذا الخوف هو التزام عليك فعله؟ بدلاً من التفكير فيه يمكنك التفكير في حياتك السعيدة مع شريك الحياة. هل خوفك يكون من العناكب؟ يمكن تخيل أن هناك بعض العناكب وانت تراها الآن بشكل طبيعي دون خوف.
مواجهة الخوف:
- الانتباه للمفاهيم الخاطئة: بعض المخاوف تكون مبنية بشكل أساسي على بعض المفاهيم الخاطئة، مثل رؤية العنكبوت فيعتقد البعض أنك حين تري العنكبوت فإنه سوف يقوم بإيذائك.
- محاولة التعرض بشكل تدريجي: بعد معرفة المعتقدات الخاطئة التي تكونت بشأن الخوف يمكنك أن تعرض نفسك لمصدر من مصادر الخوف لديك. ففي بعض الأحيان نكون خائفين من شييء لمجرد عدم تعرضنا له بشكل كبير، مثل الخوف من المرور بجانب الكلاب، حيث يمكن رؤية هذه الكلاب ومراقبتها من مسافة ليست ببعيدة لمرات متعددة وبشكل تدريجي يمكن المرور بجانبها وانت تراقبها حتي تتمكن في النهاية من أن تمر بجانبها دون الاكتراث لها ودون النظر إليها مطلقاً.
- ممارسة الانغماس في الخوف: في المرة القادمة اذا اصبت بالخوف من شييء ما، فلا داعي للهروب من هذا الخوف، يمكنك الانغماس فيه بشكل أكبر و التعبير عنه بشكل لفظي اكبر فإن ذلك يساعدك أكثر في التغلب عليه.
- تعلم أساليب الاسترخاء: تعلم ممارسة التنفس بشكل عميق، فالاسترخاء بهذه الطريقة يعطي جسدك رسالة بأن الأمر طبيعي ولا داعي للقلق مجدداً، وإذا أدركت أن عضلات جسدك متوترة، يمكنك أن تجعلها تشعر بالراحة عن طريق بعض التمارين الرياضية ثم إعطاؤها بعضاً من الراحة.
جرب هذه التقنيات لمعالجة الخوف الذي يؤرقك لكن هذا بالطبع ليس بديلاً عن زيارة الطبيب النفسي في الحالات المستعصية أو إذا لم تفلح هذه الطرق.
شاهد أيضاً: طرق فعالة ومهمة لتطوير شخصيتك ولكي تكون شخصاً مؤثراً ومحط إعجاب الآخرين